سلسلة رسائل مهمة

رسالة في الصوم في البلاد التي يطول نهارها في الصيف

هذِهِ هيَ الطَّبعةُ الرَّابعةُ لهذهِ الرِّسالةِ في الصَّومِ في البلادِ التي يطولُ نهارُها في الصَّيفِ، راجَعَها مَعَ كُلِّ ما أُلحِقَ بها مِنْ أحكامِ الصَّومِ وأحكامِ الرِّدَّةِ شَيخُنا العَلَّامَةُ أحمدُ طَهَ الرَّيانُ المالِكِيُّ بِـمِصْرَ حفظهُ اللهُ.
وقَدْ أثنى عَلَى هذَا العَمَلِ بِقَولِهِ: هذا عَمَلٌ طَيِّبٌ وأرْجُو مِنَ اللهِ تَعَالى أَنْ يَتَقَبَّلَهُ مِنْ كَاتِـبِهِ، وَأَنْ يَزِيْدَهُ تَوفِيقًا وَعَطَاءً للمُسلِمِينَ، وكَتَبَ ذلك بخطِّ يدِهِ على النسخة التي أهدَيتُهُ إِيَّاهَا.
وقد بينت هذه الرسالة المؤيدة بأقوالِ الأئِمَّةِ بطلان قول الذينَ أفتَوا منَ المُعَاصرينَ بِإباحَةِ أَنْ يُفطِرَ الصائمُ في رَمضانَ قبلَ المَغرب – في البلادِ التي يَطولُ النَّهارُ فيها، مُعرضينَ عنْ قولِ اللهِ تعالى: ﴿ثُمَّ أَتـِمُّوا الصِّيَامَ إلى الليْلِ﴾، ومُعرِضينَ عنْ أقوالِ المفسِّرينَ والفُقهاءِ الذينَ أَجمعُوا على أَنَّ الصومَ يجِبُ إتمامُهُ إلى غُروبِ قُرصِ الشَّمسِ. فأفسدُوا بذلكَ صيامَ مَنْ أخَذَ بفتواهُم فأفطرَ قبلَ المغرِبِ.

كما بَيَّنَتْ أَنَّ صلاةَ العشاءِ يدخُلُ وقتُها بمغيبِ الشَّفقِ الأحمَرِ، إلَّا في اللَّيالي التي لا يَغِيبُ فيها الشَّفَقُ فَإنَّهُ عندَئِذٍ يُقَدَّرُ دُخولُهُ على أَقرَبِ البِلادِ.

طلاق المرتد

حُكْمُ طَلاقِ الـمُرتَدِّ في الـمَذَاهِبِ الأَرْبَعَةِ

قَدْ طَالَ الْكَلامُ في أَمْرِ طَلاقِ الْمُرْتَدِّ، وَأَشْكَلَ حُكْمُهُ عَلَى كَثِيْرٍ مِنَ النَّاسِ قَدِيْمًا وَحَدِيْثًا فَخَاضُوا فِيهِ بِغَيرِ حَقٍّ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ إِنَّ الرِّدَّةَ مَانِعَةٌ مِنْ وُقُوعِ الطَّلاق مُطْلَقًا، وإِنَّ الْمُرْتَدَّ الذي تَلَفَّظَ بِالطَّلاقِ تَعُودُ لَهُ زَوْجَتُهُ بِمُجَرَّدِ رُجُوْعِهِ إِلى الإِسْلامِ – مِنْ غَيْرِ تَجْدِيْدِ عَقْدٍ وَلا رَجْعَةٍ – وَلَوْ تَكَرَّرَ ذَلِكَ مِنْهُ كَثِيرًا، وَهَذَا كَلامٌ مُخَالِفٌ لِمَا نَصَّ عَلَيْهِ أَئِمَّةُ الْمَذَاهِبِ الأَرْبَعَةِ كَمَا بيَّنتْ هَذِهِ الرِّسَالَةُ.

ولْيُعْلَمْ أَنَّ التَّلاعُبَ بِالأَحْكَامِ الشَّرعِيَّةِ – فَضْلًا عَنِ الخَطَإِ فِيهَا – لَيْسَ شَيْئًا جَدِيْدًا، وَلا قَاصِرًا عَلَى العَوَامِّ، بَلْ وَقَعَ فِيْهِ بَعْضُ مَنْ يَدَّعِي العِلْمَ قَبْلَ عَصْرِنَا هذا

وقد بيَّنتْ هَذِهِ الرِّسَالَةُ أَنَّهُ لا مُسْتَنَدَ لِلَّذِيْنَ نَسَبُوا إِلى مَذْهَبِ الشَّافِعِيِّ أَوْ مَذْهَبِ أَبِي حَنِيْفَةَ أَنَّ الرِّدَةَ مَانِعَةٌ مِنْ وُقُوعِ الطَّلاقِ.

فَمِنَ الْمُقَرَّرِ في المَذْهَبِ الحَنَفِيِّ أنَّ طَّلاقَ المرتد واقعٌ بِلا خِلافٍ، وفي مَذْهَبِ الشّافِعِيِّ والإمام أحمدَ طَلاقُ الْمُرْتَدِّ مَوقُوفٌ، وأَمَّا مَذْهَبُ الإِمَامِ مَالِكٍ فَإِنَّ نَفْسَ الرِّدَّةِ عِنْدَهُم طَلاقٌ بَائِنٌ عَلى الرَّاجِحِ في مَذْهَبِهِمْ.

دلالة القرآن المبين على أن الإسلام دين النبيين

هذِهِ هيَ الطَّبعةُ الثانيةُ لهذهِ الرِّسالةِ، راجَعَها شَيخُنا العَلَّامَةُ أحمدُ طَهَ الرَّيانُ المالِكِيُّ بِـمِصْرَ حفظهُ اللهُ.اشتَهَرَ عَلَى أَلسِنَةِ كثيرٍ مِنَ النَّاسِ كَلِمةٌ باطِلةٌ وهيَ: «الأَدْيَانُ السَّمَاويَّةُ الثَّلَاثَةُ»، يَقصِدُونَ الإِسْلامَ وَاليَهُودِيَّةَ والنَّصْرَانِيَّةَ.

والحقُّ الذي لا مَـحِيدَ عَنْهُ أَنَّ الدِّينَ السَّماويَّ الوَحِيْدَ هوَ دِيْنُ الإِسْلامِ، وهوَ دِيْنُ جَمِيْعِ الأَنْبِيَاءِ وَدِيْنُ الـمَلائِكَةِ بِلا استِثْنَاءٍ، وَلِذَلِكَ لا يَصِحُّ أَنْ يُقَالَ إِنَّ الدِّينَ الإِسْلامِيَّ هو خَاتِمُ الأَدْيانِ، بَلْ هُوَ الدِّيْنُ الأَوَّلُ، وَهُوَ الدِّينُ الوحيدُ الذي رَضِيَهُ اللهُ وبَعَثَ بهِ أَنبِيَاءَهُ.

وقَدْ أَوْرَدْتُ في هَذِهِ الرِّسالَةِ بَعْضَ الآياتِ الدَّالَّةِ عَلَى أنَّ الدِّينَ السَمَاوِيَّ الوَحِيْدَ هوَ دِيْنُ الإِسلامِ، وهوَ دِينُ جميعِ الأَنْبِياءِ عَلَيْهِمُ الصَّلاةُ والسَّلامُ، ولَـمْ أُكْثِرْ مِنْ نَقْلِ أَقوالِ المفسِّرينَ الدَّالةِ عَلى ذَلِكَ، بلْ اكْتَفَيْتُ – في الغَالبِ – بِنَصِّ القرآنِ الصَّريحِ، وَمَنْ شاءَ الاستزادةَ فَلْيَرْجِعْ إلى تَفاسِيْرِ أهلِ العِلْمِ. ثمَّ أَتْبَعْتُ ذَلِكَ بِفَوائِدَ جَلِيْلَةٍ، مِنْهَا بَيَانُ التَّفْسِيْرِ الصَّحِيْحِ لِبَعْضِ الآيَاتِ التي أَسَاءَ فَهْمَها كَثِيْرٌ مِنَ النَّاسِ، فَظَنُّوا أَنَّها تَدُلُّ على أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ دِيْنًا غَيْرَ دِيْنِ الإِسْلامِ.

مختصر تنوير القلوب

إنَّ كتاب تنوير القلوب للعلامة الشيخ محمد أمين الكردي الشافعي النقشبندي حوى علما كبيرا وفوائد جليلة، من علوم العقيدة والفقه والتصوف، ولكن حجمه كبير لطالب العلم المبتدئ، فرأيت أن أختصره في أقل من ربع حجمه، مع المحافظة على ذكر ما يجب على المكلف معرفته وزيادة، ليسهل على طالب العلم مطالعته ودراسته في وقت قصير.
وقد امتاز هذا المختصر عن الأصل بإيجاز العبارة، وذكر المعتمد، وحذف ما لا تمس إليه حاجة المبتدئين، وإبدال بعض العبارات بما هو أوضح في الدلالة على المقصود، وإضافة قيود لا بد منها، وغير ذلك مما لا يخفى على الناظر.
ثم ألحقت بهذا المختصر بيان المعاصي الباطنة والظاهرة، ليكون شاملا لعلم الدين الضروري الذي يجب على كل مكلف معرفته، مع التزام مذهب الشافعي في معظمه لا سيما قسم العبادات والمعاملات.

وقد راجع هذا المختصر شيخنا العلَّامة الشيخ حسين عسيران، صاحب الأسانيد العالية في الديار اللبنانية، رحمه الله تعالى.

الجالية لما أشكل من حَدِيثِ الجَارِيَة

رِسَالَةٌ في جَوابِ مَنْ يَسألُ: أينَ اللهُ؟
لَيْسَتْ هَذِهِ الرِّسالةُ أوَّلَ رَسَالَةٍ تَبحَثُ في هذا السُّؤالِ المتعلِّقِ بصُلبِ العقيدَةِ، ولكنَّ هذهِ الرسَالةَ تَتناوَلُ المسألةَ بأسلوب جديد.

في هذهِ الرِّسالَةِ:
• إثباتُ أنَّهُ ليسَ في حديثِ الجاريةِ دليلٌ على أنَّ اللهَ بذاتِهِ في السَّماءِ.
• وبيانُ أنَّهُ لا يَلزَمُ مَنْ سُئِل: أينَ الله؟ أنْ يقولَ: “في السَّماءِ”.
• وإِثباتُ عَدَمِ مشروعيَّةِ اختِبارِ إيمانِ المسلِمينَ بهذا السُّؤالِ.

فمَنْ قرأَ هذهِ الرِّسَالَةَ بإنْصَافٍ ظَهَرَ له الحقُّ كالشَّمسِ في رابِعَةِ النَّهارِ، وأما مَنْ قرأها وقد أُشْرِبَ قلبُهُ التشبيهَ والتَّجسيمَ، فلا يُرجَى أن يَنتَفِعَ بها، بل هو كالذينَ أُشرِبوا في قلوبِهِم العِجْلَ بكُفرهِم