إبطال تكفير من يسأل الكافر ما دينك؟ – الطبعة الثانية

إبطال تكفير من يسأل الكافر ما دينك؟ . يمكنكم تنزيل الملف من الرابط هنا

ورد في القرآن الكريم أن سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام سأل أباه وقومه: ما تعبدون؟ وورد أن سيدنا محمدا عليه الصلاة والسلام سأل عداسا: ما دينك؟ وأنه سأل عدي بن حاتم: ألست ركوسيًّا؟ وأنه سأل حُصينا: كم تعبد اليوم إلها؟ وورد أن سيدنا عمر بن الخطاب سأل يهوديا: من أي أهل الكتاب أنت؟ وثبت أن سيدنا عليَّ بن أبي طالب سأل المستورد بعد أن ارتدَّ: ما دينك؟ ومن ربُّك؟

ولكن مجموعة من الناس انفردت – عن سائر البشر – بالحكم بالكفر على من يسأل كافرا – وهو يعلم أنه كافر -: ما دينك؟ “يريد منه أن يجيب بذكر دينه.

وانفردوا بتكفير من يسأل النصراني: هل أنت كاثوليكي أم أرثودوكسي؟

وجعلوا قول النصراني عنه نفسه: إنه نصراني، مساويا لشتم الخالق!

وقد سألنا أكثر من مائة وخمسين من علماء ومشايخ الأرض في المشارق والمغارب فاتفقت أجوبتهم على بطلان تكفير من يسأل كافرا: (ما دينك؟)

ولذلك نقول لمن انفردوا بتلك الفتوى: فلنحتكم إلى علماء عصرنا، ولا شك أن من ادَّعى التكفير فعليه البينة، وليس فهمُ العوام ولا قياسُهم حجَّة، بل لا بد من النقل عن أهل العلم.

ومن قرأ هذا الكتاب علم بطلان تلك الفتوى بنصوص القرآن الصريحة، ونصوص الحديث الشريف وقول سيدنا عمر بن الخطاب وقول سيدنا علي بن أبي طالب، وبكلام أئمة التفسير والحديث والفقه، وبكلام علماء عصرنا، بل إن من أنصف يعلم أن بطلان تلك الفتوى مما هو معلوم من الدين بالضرورة أو كالمعلوم من الدين بالضرورة، فلا تجد مسلما يسمع بتلك الفتوى إلا وتراه يستنكرها بديهة.